راحلة أنا...
راحلة إلى حيث البعيد
إلى حيث اللامستحيل
إلى مكان يخلو من الشعور
يَتجرد من الحلم المبتور
مغمور فقط بالشعر المنثور
راحلة عنك
عنهم
عن الأسى و الشجون
.
.
.
أتدري؟
لم أعد أريدك
و سأمنع نفسي أن تفتقدك
بل و دمعي أن يُخفف من وزركَ عني
سأجافيك
فحياتي لم يعد فيها الكثير
لحظاتي معك
مرت كالأثير
بسرعة البرق
و عصفت بي كما الأعاصير
حزينة أنا
لا على حالي
بل على حرفي المسكين
الذي أضناه الحب
و لم يرفق به الحبيب
أأذكرُ لك و لهم،
كمَّ الذكريات
كمَّ البسمات
و خيال اللمسات
كل الذي كان
و من ثم مضى
لا
لن أفعل
لكـــن
-أرجوك قبل أن أرحل-
لا تقل أنك تحبني
و لا تقسم أنك يوما قد هويتني
فلم أعد أثق بأمر
يا من أسميتك عمري
يا من كنت و أوشكتَ أن تكون لي بمثابة الحياة
-بل لازلت-
/ بيني و بين نفسي بحت
حتى أني لم أسمع أو أعي ما تفوهت /...
و أعود لأعلم القدر
أن قلبي يشقُ أضلعي
يُحاول التمرد عن قرارات منطقي
يزحف لأبواب حرية ظنه ملَكها
فأسرته، خانته
و قتلته بعد أن قاتلته ...
.
.
.
و لأنه أحمق
تناسى بل نسِي
سامحك
رأفة بك و بهِ
.
.
.
لن أفقد تركيزي ...
سأظل أنقش
حروفا طرَّزها الزمن
و لحَّنها خافقي المتهم
فقـــد
قـــالوا أني خائنة
غير مبالية
لَّمحوا بأنه تسكنني لمسة غرور، غير حانية
قـــالوا
أني مخادعة
أستميل القلوب و الأفئدة
و بلحظة أَشطرها ألف شظية
بلا رحمة
بلا هوادة ...
و أنت
اِسمعني يا أنت
- يا من عشقتُ أن أخاطب ... -
يا من صَدَّقتَهم و عقلك
و دفنتنِي و شوقي
لا تقلق أو تجزع
فلست أتألم
حتى أحداقي تبرأت من الدمع
فقط اِطمئن
فأنا بخير يا غالي
و أعود لأقول
بربك هل سمعت
بميت يتوجع
حين الروح عنه غابت
و قد غابت عني حين تركتَ
فكري و قلبي
-بل حين توهمتَ أنت ذلك-
أتدري أيضا
مُرهِقةٌ سنيني من دونك
لكن ما باليد حيلة
أخيـــرا
لا يَسعُنِي إلا أن أختم بالتالي:
"قُضيَ الأمر
نقطة من دون أول السطر
فقد اِنتهى ما كان سبب النثر ..."