عقبةٌ كئداء تقف سداً بوجهي أينما أستدرت
كل ما حولي لا يفضي لشئ ..
و لا يؤدي إلى درب
فراغٌ مفزع يقطن مساحاتي
لا يملأه هواء و لا يزيحه ماء
و تواتر مستمر برتابة مملة و مقيتة
يجعلني في ضيق قابض و حزن جاثم
لا سبيل للخلاص منه في أجلٍ مُرتجى
حتى الكلمات في صفحاتي متلعثمة و أحرفها ركيكة
خالية من العناوين و المقدمات
و لاتحمل في طياتها مضمون و لا أحداث
لـِ درجة أنها خلت من خاتمة مرموقة
لتسدل ستائرها على فصول مسرحية
هزلية ، عابثة ، و مبتذلة
فالمحيط يجعلك متقوقعاً على ذاتك
فـ الكل أراهم متشابهون متكررون
لا تجد فيهم من يجعلك تثور على ذاتك
من يحرك فيك مشاعراً و حسا
من يحيلك إلى مرتبك و عاجز
من يوقض في أحشائك نبض خافق مشلول
و يوقد سراجاً من أمل في حلكة دامس النفس
سئمت مللت و يأست و أضناني بحث لا يجدي
و كأن الكون خلا من كل أنثى
كم أجد هؤلاء الظافرون بالحب أدعياء و متصنعون
فأين وجدوا ربة السحر التى أوقدت خوامدهم
فـ ربات السحر قد ضَنّت في زماننا
فلا نجدهن إلا على متن الأساطير
و في خبء التاريخ و حكايا العُذّرِيين
و حديثي هنا ليس للإنتقاص و الإحتقار
بل لسمو النظرة التى أراها لها
و عظم منزلة الأنوثة عندي
فأنا لازلت حبيس المنى و رهين ليت
و كم أخشى أن يطويني العمر
و تغدو ليت قبضُ ريح
يعبث بها الزمن الــعاصف